في نشرتنا اليوم 3 مايو 2025، نُسلط الضوء على أبرز أخبار العملات الرقمية والبيتكوين، وأهم التطورات التي هزّت سوق التشفير خلال الساعات الماضية. من تحليلات اقتصادية مُثيرة لتوقعات صعود البيتكوين، إلى جدالات سياسية حول عملات الميم وخطط الدول الاستراتيجية، مرورًا بمبادرات مدن عالمية لتبني التقنيات الرقمية. إليكم أبرز العناوين التي تصدّرت المشهد:
- مؤشرات اقتصادية وبيانات بيتكوين تشير إلى تسجيل مستوى قياسي جديد خلال 100 يوم.
- انتقادات لترامب بسبب عملة الميم وتأييد لخطة احتياطي البيتكوين.
- مدينة كان الفرنسية تُسرع تبني العملات المشفرة في محلاتها لجذب السياح بحلول الصيف.
- من الهوية الرقمية إلى الفضاء: مشاريع تُعيد تعريف استخدامات تقنية البلوكشين.
- مدير المخابرات الأمريكية: "البيتكوين تتعلق بالأمن القومي".
تابعوا معنا التفاصيل الشاملة لكل خبر، وتحليلات الخبراء حول تأثيراتها المباشرة على مستقبل الاستثمار في العملات الرقمية، والتحوّلات الجذرية التي تُشكّل ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي.
مؤشرات اقتصادية وبيانات بيتكوين تشير إلى تسجيل مستوى قياسي جديد خلال 100 يوم
تتوقع تحليلات حديثة أن تشهد عملة بيتكوين ارتفاعًا غير مسبوق خلال الـ100 يوم المقبلة، قد يصل إلى 135 ألف دولار، وذلك بناءً على عدة عوامل اقتصادية وسوقية:
انخفاض مؤشر التقلب (VIX):
أشار الخبير الاقتصادي تيموثي بيترسون إلى تراجع مؤشر VIX (المقياس الرئيسي لتقلبات السوق) من 55 إلى 25 خلال 50 يومًا، معتبرًا أن بقاءه تحت مستوى 18 يشير إلى بيئة استثمارية مُنفتحة على الأصول الخطرة مثل بيتكوين. نموذجه التنبؤي، الذي تبلغ دقته 95%، يستهدف 135 ألف دولار للبيتكوين في حالة استقرار المؤشر.
![]() |
تغريدة Jurrien Timmer حول سعر البيتكوين مقابل المعروض النقدي العالمي |
دور السيولة في السوق:
بلغت القيمة السوقية للعملات المستقرة (Stablecoins) مستوى قياسي عند 220 مليار دولار، مما يعزز سيولة السوق الرقمية ويُساهم في الدفع باتجاه صعود بيتكوين.
إشارات التمويل السالب:
أظهرت عقود آجلة لبيتكوين معدل تمويل سالب، مما يُنذر باحتمال حدوث "ضغط شرائي" (Short Squeeze) قد يدفع السعر نحو 100 ألف دولار، خاصة مع وجود مراكز بيع قصيرة تزيد قيمتها عن 3 مليارات دولار معرضة للتسوية القسرية.
السياق الاقتصادي الكلي:
أكد جورين تيمر من فيدليتي على حساسية بيتكوين للظروف الاقتصادية، مثل نمو المعروض النقدي العالمي (M2)، مشيرًا إلى دورها المزدوج كأصل احتياطي (مخزن للقيمة) وأصل مضاربي، مما يجعل أداءها أكثر تقلبًا مقارنة بالذهب.
في الختام، تجتمع هذه العوامل لتعزز توقعات صعود بيتكوين إلى مستويات تاريخية جديدة، رغم ارتباط ذلك بثبات المؤشرات الاقتصادية الحالية.
انتقادات لترامب بسبب عملة الميم وتأييد لخطة احتياطي البيتكوين
أعربت السناتور الجمهورية من ولاية وايومينغ، سينثيا لوميس، عن تحفظها على عرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يقضي بمنح حاملي أكبر كمية من عملة "ترامب" الميمية (TRUMP) فرصة لحضور عشاء وجولة في البيت الأبيض، واصفةً الفكرة بأنها "مثيرة للقلق". وانضمت إليها السناتور الجمهورية ليزا موركوفسكي في انتقادها، مشيرة إلى عدم ملاءمة ربط المناصب العامة بمكافآت مادية.
من جهة أخرى، أشادت لوميس بدعم ترامب تشريعًا لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين في الولايات المتحدة، عبر قانون "BITCOIN" الذي يهدف إلى تعزيز الابتكار التكنولوجي.
في المقابل، هاجم ديمقراطيون مثل السناتور جون أوسوف الفكرة، وطالبوا بمحاكمة ترامب بتهمة "بيع النفوذ" مقابل مدفوعات مباشرة عبر العملة، بينما حذر خبراء أخلاقيات من تضارب المصالح، خاصة مع إمكانية تدفق أموال أجنبية عبر العملة.
جاءت عملة "TRUMP" الميمية، التي أُطلقت في يناير 2025، وسط شكوك حول مشاركة شخصيات بارزة مثل جاستن صن (مؤسس ترون) وإيلون ماسك، رغم عدم تأكيد ذلك رسميًا. ولا تزال تفاصيل الحضور في العشاء المقرر يوم 22 مايو غير واضحة.
كان الفرنسية تسرع تبني العملات المشفرة في محلاتها لجذب السياح بحلول الصيف
تستعد مدينة كان الفرنسية، المشهورة باستضافتها مهرجان كان السينمائي، لإطلاق مبادرة تهدف إلى جعل 90% من محلاتها التجارية تقبل الدفع بالعملات المشفرة بحلول صيف هذا العام. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود البلدية لاجتذاب السياح ذوي الدخل المرتفع وتحديث النظام المالي للمدينة، وفقًا لـ Artem Shaginyan، مؤسس شركة الدفع الرقمي Lunu Pay، الذي وصف القرار بأنه "إشارة قوية" تُظهر تحول العملات الرقمية من فكرة نظرية إلى أداة عملية في الحياة اليومية.
بدعم من بلدية كان، سيتم تدريب التجار على تقنيات الدفع الرقمية لضمان انتشارها الواسع. وقد بدأت هذه الخطوة تزامنًا مع توجه عالمي لدمج العملات المشفرة في الأنظمة المالية المحلية، كمدينة لوغانو السويسرية وولاية كولورادو الأمريكية اللتين بدأتا بقبولها للضرائب، ومدينة بنما التي أعلنت في أبريل 2025 عن قبولها للعملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم في دفع الفواتير البلدية.
يُعتبر هذا التحول جزءًا من استراتيجيات المدن لتعزيز مكانتها كمراكز تكنولوجية وجذب الاستثمارات العالمية، مما يعكس تسارع تبني الحكومات للتكنولوجيا الرقمية لمواكبة المنافسة الدولية.
من الهوية الرقمية إلى الفضاء: مشاريع تُعيد تعريف استخدامات تقنية البلوكشين
تتوسع استخدامات تقنية البلوكشين لتتجاوز العملات الرقمية وتمتد إلى مجالات أكثر تعقيداً مثل التحقق من الهوية الرقمية وربط الشبكات عبر الأقمار الصناعية، وذلك وفقاً لمشاريع بارزة ناقشها مؤسسوها خلال فعالية "Token2049" في دبي.
مشروع "Humanity Protocol" لمكافحة تهديدات الذكاء الاصطناعي:
مع تطور الذكاء الاصطناعي، أصبح من السهل تزييف الهويات وإنشاء محتوى وهمي (كالفيديوهات المزيفة أو المستندات المزورة)، مما يهدد الأمان الرقمي.
أطلق "تيرنس كووك" مشروع "Humanity Protocol" الذي يستخدم البلوكشين للتحقق من الهوية البشرية، خاصة مع ظهور روبوتات ذكية تشبه البشر (كروبوتات تسلا)، مما يزيد الحاجة إلى إثبات الهوية الحقيقية في العالمين الرقمي والمادي.
مشروع "Spacecoin" لإنشاء شبكة أقمار صناعية لامركزية:
تهيمن شركات قليلة (مثل "ستارلينك" و"أمازون") على سوق الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، مما يعيق وصول الدول النامية إلى خدمات اتصال عادلة.
يعمل "ستيوارت غاردنر" و"تاي أوه" على مشروع "Spacecoin" الذي يهدف لإطلاق شبكة لامركزية من الأقمار الصناعية النانوية، مملوكة من قبل أفراد أو كيانات مختلفة، باستخدام تقنية البلوكشين لتسهيل المدفوعات وتبادل البيانات بشكل آمن دون وسطاء.
تؤكد هذه المشاريع أن تقنية البلوكشين ليست حكراً على القطاع المالي، بل يمكنها حل تحديات جوهرية في مجالات مثل الأمن الرقمي والبنية التحتية للاتصالات، مما يعزز الابتكار ويحد من هيمنة الاحتكارات.
مدير المخابرات الأمريكية يقول: "البيتكوين تتعلق بالأمن القومي"
أكد مايكل إليس، نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، في حديثه مع الإعلامي أنثوني بومبلينو، أن البيتكوين أصبح أداةً أساسية في عمليات الوكالة الأمنية، ووصفه بأنه "مسألة أمن قومي"، خاصةً في ظل المنافسة مع الصين والدول الأخرى.
وأشار إليس إلى تعاون الوكالة مع جهات إنفاذ القانون لتتبع معاملات البيتكوين واستخدامها في عمليات مكافحة التجسس، معتبرًا أن تبني المؤسسات والحكومة الأمريكية للعملات الرقمية يُعد "اتجاهًا إيجابيًا".
من جهة أخرى، تتعارض هذه الرؤية مع الفلسفة السيبرانية (Cypherpunk) الأصلية التي نشأت منها العملات الرقمية، والتي تُركز على اللامركزية وحماية الخصوصية. فقد لاحظ خبراء مثل ثيريز تشامبرز (المديرة السابقة في هيئة السلوك المالي البريطانية) أن العملات الرقمية تتحول إلى أدوات مالية تقليدية، مُبتعدةً عن هدفها الأول كوسائل للحفاظ على الخصوصية.
كما أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنشاء "احتياطي استراتيجي للبيتكوين" ردود فعل متباينة، بين مؤيدين مثل ديفيد بيلي (مدير مجلة Bitcoin Magazine)، ومعارضين مثل إيرك فورهيس (مؤسس Venice AI) الذي حذر من امتلاك الحكومة للبيتكوين، رغم تأييده لاختيارها إن حدث.
يُظهر هذا التحوّل تناقضًا بين نضج البيتكوين كأصل استثماري وتبنيه من قبل الحكومات، وبين جذوره الثورية التي سعت إلى تحرير الأنظمة المالية من السيطرة المركزية.
استنتاجنا
في ختام نشرتنا اليومية لآخر أخبار العملات الرقمية والبيتكوين، تبرز التحوّلات المتسارعة في عالم العملات الرقمية كمرآة تعكس تفاعلًا معقدًا بين الاقتصاد والتكنولوجيا والسياسة. فمن توقعات صعود البيتكوين إلى مستويات قياسية مدعومة بمؤشرات سيولة واستقرار السوق، إلى الجدالات السياسية حول عملات الميم وحدود الربط بين النفوذ العام والمكاسب المادية، يتبين أن الثورة الرقمية لم تعد حكرًا على الأسواق المالية بل امتدت لتشكيل سياسات دول ومبادرات مدنية.
لم يقتصر تأثير تقنية البلوكشين على التمويل، بل تجاوزها إلى مجالات حيوية كالهوية الرقمية والاتصالات الفضائية، مما يؤكد مرونتها وقدرتها على إعادة تشكيل البُنى التحتية العالمية. وفي الوقت نفسه، تُظهر تصريحات الجهات الأمنية، مثل وكالة الاستخبارات الأمريكية، تحول البيتكوين من أداة ثورية لامركزية إلى عنصر في حسابات الأمن القومي، مما يفتح نقاشًا حول التوازن بين تبني الحكومات للتكنولوجيا وتآكل المبادئ الأساسية التي قامت عليها.
هذه التناقضات – بين اللامركزية والرقابة، وبين الابتكار والمخاطر – تُشكّل ملامح المرحلة الحالية من رحلة العملات الرقمية. فكما أن الفرص هائلة، فإن التحديات عميقة، سواء على مستوى الاستقرار المالي أو الأخلاقي أو الأمني. وفي ظل هذا التسارع، يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح البشرية في توظيف هذه التقنيات لبناء نظام اقتصادي أكثر شمولًا وعدالة، أم ستكرّس هياكل سلطة جديدة تُعيد إنتاج اختلالات الماضي؟ الإجابة، كما تُلمح أحداث اليوم، ستُكتب بتفاعلنا الجماعي مع هذه الثورة قبل أن تُفرض علينا.