فضيحة LIBRA: تقارير تكشف عن دفع أموال لشقيقة خافيير ميلي للترويج لعملة ليبرا

فضيحة LIBRA: تقارير تكشف عن دفع أموال لشقيقة خافيير ميلي للترويج لعملة ليبرا

أثارت تقارير إعلامية أرجنتينية ضجة واسعة بعد الكشف عن رسائل نصية تُظهر أن هايدن ديفيس، أحد مؤسسي عملة LIBRA الرقمية، تفاخر بدفع أموال لشقيقة الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي مقابل أن يقوم الأخير بمشاركة تفاصيل العملة الرقمية الساخرة (ميم كوين) على منصته في موقع X (تويتر سابقًا).

تفاصيل الرسائل النصية المسربة

وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة La Nacion، فقد حصلت على رسائل نصية مسربة تُظهر أن هايدن ديفيس، الذي يُعرف بعلاقته بعملة LIBRA الرقمية ويشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة Kelsier Ventures، أرسل رسالة إلى مسؤول تنفيذي في شركة استثمارية متخصصة في العملات الرقمية، يزعم فيها أنه يمكنه دفع أموال إلى كارينا ميلي، شقيقة الرئيس الأرجنتيني، مقابل التأثير على ميلي في الترويج للعملة الرقمية.

وتضمنت إحدى الرسائل النصية المسربة التي يُزعم أن ديفيس أرسلها في ديسمبر 2023 العبارة التالية:

"يمكننا أيضًا جعل ميلي يغرد عن العملة، ويلتقي بنا شخصيًا، ويقوم بالترويج لها."

إلا أن المسؤول التنفيذي الذي تلقى هذه الرسالة رفض العرض تمامًا ولم يتفاعل معه.

وفي رسالة أخرى، زُعم أن ديفيس قال:

"أرسل المال إلى شقيقته، وهو ينفذ كل ما أطلبه ويفعل ما أريد".

ردود الفعل ونفي ديفيس للاتهامات

لم يكن بالإمكان الوصول إلى هايدن ديفيس للتعليق على هذه الادعاءات، لكن متحدثًا باسمه أخبر موقع CoinDesk أن ديفيس "لا يتذكر" إرسال هذه الرسائل وليس لديه أي سجل لها على هاتفه.

كما نفى ديفيس بشكل قاطع دفع أي أموال سواء للرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي أو لشقيقته كارينا ميلي. 

وتعد كارينا ميلي المستشارة الأقرب للرئيس، حيث تشغل منصب الأمينة العامة للرئاسة الأرجنتينية، وتعد واحدة من أقرب المستشارين للرئيس خافيير ميلي. كما أنها رافقت شقيقها في العديد من الجولات الدبلوماسية الخارجية، مما يعزز الشكوك حول تأثيرها القوي في القرارات السياسية للرئيس الأرجنتيني.

المكاسب الهائلة والانهيار السريع لعملة LIBRA

يُعتبر كل من ديفيس وشركة Kelsier Ventures من أكبر المستفيدين من إطلاق عملة LIBRA الرقمية، حيث زعموا أنهم حققوا أرباحًا تُقدر بحوالي 100 مليون دولار بعد طرح العملة في الأسواق.

ومع ذلك، صرح ديفيس أنه لا يمتلك أيًا من هذه العملات الرقمية، مؤكدًا أنه لم يقوم ببيعها.

جدير بالذكر أن القيمة السوقية لعملة LIBRA وصلت في ذروتها إلى 4.5 مليار دولار، لكنها سرعان ما انهارت بنسبة 95% بعد وقت قصير من إطلاقها، مما أدى إلى خسائر ضخمة للمستثمرين.

الرئيس الأرجنتيني ينفي الترويج للعملة

على الرغم من الجدل الدائر حول دوره في الترويج لعملة LIBRA، نفى الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي تورطه في "الترويج المباشر" لها.

وخلال مقابلة تلفزيونية مع قناة Todo Noticias في 17 فبراير 2024، وهي أول تصريحات رسمية له منذ اندلاع الجدل حول العملة، أوضح ميلي موقفه قائلًا:

"لم أقم بالترويج لها، كل ما فعلته هو نشر المعلومة حولها."

على الرغم من نفيه، يواجه ميلي دعاوى قضائية تتهمه بالتورط في عمليات احتيال مالي مرتبطة بالعملة الرقمية LIBRA، حيث يرى خصومه السياسيون أن "نشر المعلومة" قد يُعتبر نوعًا من الترويج غير المباشر، مما دفع بعض أعضاء المعارضة إلى المطالبة بعزله من منصبه.

ورغم إنكاره لأي تورط غير قانوني، أقر ميلي بأنه يحتاج إلى التعلم من هذه التجربة، قائلًا:

"ليس لدي ما أخفيه، وتصرفت بحسن نية، لكن يجب أن أبدأ بوضع عوامل تصفية لما هو مناسب وما هو غير مناسب."

وأكد ميلي، وهو اقتصادي ليبرالي معروف بمواقفه المتشددة ضد تدخل الدولة في الاقتصاد، أن المشاكل الناجمة عن إطلاق العملة "يجب أن تقتصر على الأطراف المتورطة فيها فقط"، مشددًا على أن "الدولة الأرجنتينية لا تلعب أي دور في هذا الأمر".

خلاصة القضية: فضيحة مالية أم سوء فهم؟

تظل قضية LIBRA وادعاءات تأثير الأموال على قرارات الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي محور جدل واسع في الأرجنتين. وبينما ينفي كل من ميلي وكارينا ميلي وهايدن ديفيس هذه الاتهامات، فإن حجم الأموال المتداولة والانهيار السريع لقيمة العملة الرقمية يثير تساؤلات حول مدى التلاعب بالسوق وتأثير الشخصيات السياسية في عالم العملات الرقمية.

تعليقات