شكوى ضد رئيس الأرجنتين لجهات أمريكية حول فضيحة عملة LIBRA

في تطور مثير يخلط بين السياسة والاقتصاد الرقمي، أثارت أزمة عملة "LIBRA" الرقمية في الأرجنتين عاصفة من الجدل المحلي والدولي، بعد انهيار مفاجئ لعملة LIBRA، الذي تسبب في خسارة آلاف المستثمرين لأموالهم.

شكوى ضد رئيس الأرجنتين لجهات أمريكية حول فضيحة عملة LIBRA

مع تصاعد الاتهامات بين "نصب منظم" و"فشل تقني"، تتوسع التحقيقات الآن خارج الحدود، حيث يطالب محامون أرجنتينيون بتحقيق أمريكي لفحص دور الرئيس الأرجنتيني "خافيير ميلي" ومسؤوليته في الأزمة، بينما تهدد الفضيحة بزلزال سياسي قد يصل إلى طلب عزله من منصبه.

خلفية الأزمة: صعود وانهيار عملة "LIBRA"

في 14 فبراير 2024، نشر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي منشوراً على منصة "X" (تويتر سابقاً) أشاد فيه بمشروع عملة "LIBRA" الرقمية، ووصفها بأنها ستُستخدم لتمويل "المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة في الأرجنتين"، مع نشر عنوان العقد الذكي الخاص بالعملة. أدى المنشور—الذي حُذف لاحقاً—إلى موجة شراء كبيرة، حيث قفزت القيمة السوقية للعملة إلى 4.56 مليار دولار في ساعات، قبل أن تنهار بنسبة 95% لتصل إلى 257 مليون دولار فقط، مما أثار شكوكاً حول كونها عملية نصب مُخطط لها (سحب السجادة).

الشكاوى القانونية: من الأرجنتين إلى الولايات المتحدة

شكوى المحامين الأرجنتينيين: في 17 فبراير، تقدمت مجموعة محامين أرجنتينيين بطلب رسمي إلى وزارة العدل الأمريكية (DOJ) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، مطالبين بالتحقيق في الجهات التي تقف خلف إطلاق العملة، وفحص علاقة الرئيس ميلي بالمشروع، وفقاً لصحيفة كلارين.

اتهامات بالفساد من المعارضة: في نفس اليوم، قدم التحالف المدني (Civic Coalition ARI) شكوى جنائية إلى وزارة العدل الأرجنتينية تتهم الرئيس ميلي بالترويج للعملة عبر منصاته الشخصية، وطالبت بفتح تحقيق في "مزاعم الرشوة والاحتيال"، معتبرة أن الحكومة "لا يمكن أن تكون قاضيا ومحكوم في الوقت نفسه".

ردود الحكومة الأرجنتينية: بين الإنكار والاتهامات

نفت الحكومة الأرجنتينية علم الرئيس ميلي بآلية تمويل العملة أو مخاطرها، وادعت أنه "تعرض للخداع بحسن نية" من قبل مطوري المشروع. لكن الغرفة المالية الوطنية (FATF) أشارت إلى وجود أدلة تشير إلى أن "LIBRA" قد تكون عملية نصب مُنظمة، مما دفع نواب معارضين مثل لياندرو سانتورو إلى المطالبة بـعزل الرئيس، قائلاً: "هذه فضيحة تهدد سمعة البلاد دولياً".

مخاطر "سحب السجادة": ما الذي حدث بالضبط؟

عملية سحب السجادة هي مصطلح شائع في عالم العملات الرقمية ويعرف أيضا بسحب البساط، وتحدث عندما يروج المطورون لعملة ما لجذب المستثمرين، ثم يبيعون حصتهم فجأة، مما يتسبب في انهيار قيمتها. في حالة "LIBRA"، يرجح الخبراء أن المنشور الرئاسي استُخدم لجذب المضاربين، قبل أن ينسحب المطورون بثرواتهم، تاركين المستثمرين العاديين بخسائر فادحة.

تداعيات دولية ودخول ترامب على الخط

تصاعدت الضجة الدولية عندما نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على منصة Truth Social صورة للرئيس ميلي مع تعليق ساخر:

"إذا كان طبع النقود سيُنهي الفقر، فطباعة الشهادات ستُنهي الغباء".

ورد ميلي بإعادة نشر التعليق على حسابه في "X"، دون أي توضيح، مما أثار موجة انتقادات جديدة حول تعامله مع الأزمة.

محامون أرجنتينيون يرفعون شكوى لجهات أمريكية حول فضيحة عملة LIBRA
لقطة شاشة لمنشور ترامب على منصة Truth Social

مؤسس "LIBRA" يبرر الانهيار: "فشل وليس نصب"

في مقابلة مع Coffeezilla (قناة يوتيوب متخصصة في كشف عمليات الاحتيال المالي)، دافع هايدن ديفيس، المؤسس المزعوم للعملة، عن الانهيار واصفاً إياه بأنه "فشل تقني وليس عملية نصب"، معتبراً أن الانتقادات تأتي من أشخاص "لم ينجحوا في الاستثمار مبكراً"، وقال:

"لو حققوا أرباحاً، لما سمعت شكوى منهم!".

مستقبل الأزمة: هل يواجه ميلي العزل؟

مع تصاعد الضغط الشعبي والسياسي، قد يصبح الرئيس ميلي أول رئيس في تاريخ الأرجنتين يواجه إجراءات عزل بسبب اتهامات مرتبطة بعملة رقمية. ورغم أن العملية القانونية معقدة وتتطلب أغلبية برلمانية، إلا أن الاعتراف الرسمي من الجهات المالية باحتمال كون "LIBRA" عملية نصب قد يغير قواعد اللعبة.

ذات صلة: أهم الأدوات والخطوات الأساسية من شرعية العملة الرقمية.

نصيحة مهمة: لا تستثمر في العملات الرقمية المرتبطة بالأشخاص لمجرد شهرتهم، بل قم بالبحث العميق، تقييم المخاطر، والتأكد من استدامة المشروع قبل اتخاذ أي قرار استثماري.

تعليقات