البيتكوين يحافظ على استقراره: محركات قوية قد تدفعه فوق 110 ألف دولار

حافظت عملة البيتكوين على استقرارها النسبي خلال الفترة الماضية، مع تذبذبات سعرية محدودة للغاية. هذا الهدوء غير المعتاد في سوق العملات الرقمية يثير تساؤلات حول ما إذا كانت ظروف السوق تتهيأ لاختراق سعري كبير.

البيتكوين يحافظ على استقراره: محركات قوية قد تدفعه فوق 110 ألف دولار

يتوقع العديد من المحللين أن تتجاوز قيمة البيتكوين حاجز الـ 110 آلاف دولار، مدفوعة بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسوقية التي تبدو متحدة لتحقيق هذا الهدف.

تترقب أسواق العملات الرقمية العديد من المحفزات الرئيسية التي قد تدفع البيتكوين نحو مستويات قياسية جديدة. فمع تزايد الضغوط التضخمية في الاقتصادات الكبرى، وارتفاع أسعار الأسهم، ونمو تدفقات رأس المال السلبي نتيجة لإعادة التوازن المحتملة في مؤشر S&P 500، تبدو البيئة مواتية لقفزة نوعية في سعر البيتكوين. هذه العوامل مجتمعة قد تخلق زخمًا قويًا يدعم صعود البيتكوين.

استقرار غير معتاد قد يسبق العاصفة

شهدت عملة البيتكوين (BTC) استقراراً لافتاً، حيث ظلت تتحرك في نطاق ضيق لمدة ستة أيام متتالية مع تقلبات يومية لم تتجاوز 3%. هذا الهدوء النسبي في التقلبات يدفع المحللين للتساؤل: هل نحن على أعتاب انطلاقة سعرية كبيرة؟

يأتي هذا السؤال بالتزامن مع تزايد المخاوف بشأن وضع الدولار الأمريكي وضعف المالية العامة للولايات المتحدة، وهي عوامل قد تساهم في ارتفاع سعر البيتكوين فوق 110 ألف دولار.

الدولار والبيتكوين: علاقة معقدة

رغم شيوع الاعتقاد بوجود علاقة عكسية بين قوة الدولار وسعر البيتكوين، تظهر البيانات التاريخية أن المشهد أكثر تعقيداً. فخلال الفترة من أغسطس 2024 إلى أبريل 2025، على سبيل المثال، شهدنا قوة متزامنة لكلا الأصلين، حيث صعد مؤشر الدولار (DXY) من 100 إلى 110 بينما حافظ البيتكوين على أداء قوي.

مؤشر الدولار الأمريكي مقابل بيتكوين/دولار أمريكي
مؤشر الدولار الأمريكي مقابل بيتكوين/دولار أمريكي، المصدر: TradingView

هذا يوضح أن الاعتماد فقط على ضعف الدولار كتفسير لصعود محتمل للبيتكوين قد لا يكون كافياً أو دقيقاً بشكل دائم، وأن ارتفاع سعر البيتكوين فوق 110 ألف دولار قد يحتاج لمحركات إضافية.

ضعف الدولار والأسواق العالمية

رغم هيمنة الاقتصاد الأمريكي (26% من الناتج العالمي)، فإن 46% من إيرادات شركات مؤشر ناسداك 100 تأتي من الأسواق الدولية. وبالتالي، فإن تراجع مؤشر الدولار (DXY) يعزز أرباح هذه الشركات عند تحويل إيراداتها الخارجية إلى دولارات، مما قد يدعم معنويات السوق ككل بشكل غير مباشر.

المحركات الثلاثة الكبرى لصعود البيتكوين المحتمل

تتقارب ثلاثة عوامل رئيسية لخلق الظروف المثالية لتحقيق ارتفاع سعر البيتكوين فوق 110 ألف دولار:

التحول من الأصول الثابتة إلى الأصول الخطرة

لا يزال العديد من المستثمرين يصنفون البيتكوين كأصل "عالي المخاطرة". ومع تجاوز مؤشر ناسداك 100 لمستويات قياسية جديدة في نهاية يونيو، تتعزز ثقة المستثمرين. هذا التشبع في الأسهم التقليدية قد يدفع البعض إلى "تدوير" استثماراتهم، والانتقال من فئات آمنة مثل السندات (الدخل الثابت) نحو أصول ذات عوائد محتملة أعلى، مثل البيتكوين والعملات الرقمية، بحثاً عن الفرص.

عودة مخاوف التضخم

بعد خمسة أشهر من تجاوز التضخم في الولايات المتحدة لهدف الاحتياطي الفيدرالي، هدأ مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) إلى ما دون 2.3% من مارس إلى مايو. لكن الضغوط التضخمية تبدو عائدة.

مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي
مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي. المصدر: بلومبرغ

فقد بدأت الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 10% على الواردات - والتي فرضت في أبريل - تصل تدريجياً إلى المستهلكين مع تكيف سلاسل التوريد. كما يشير تقرير حديث من DataWeave إلى ظهور زيادات سعرية واسعة النطاق في يونيو، حيث بدأ البائعون في تمرير تكاليف الاستيراد المرتفعة للمستهلكين.

رغم أن العلاقة المباشرة بين البيتكوين والتضخم قد تختلف، فإن سمعته كـ"تحوط ضد التضخم" (مثل الذهب الرقمي) تعزز جاذبيته في مثل هذه البيئة، خاصة مع تذكيره بالأداء القوي خلال عام 2021. ومع ذلك، فإن مكاسبه البالغة 114% حتى الآن في 2024 تثبت أنه يمكنه الصعود حتى في بيئات تضخم منخفضة.

تأثير إعادة توازن S&P 500 وتدفقات رأس المال

رغم عدم وجود علاقة مباشرة لهذا الحدث بالبيتكوين نفسه، إلا أن التكهنات حول إمكانية إضافة أسهم شركة مايكروستراتيجي (MSTR) - أكبر حامل للبيتكوين في العالم - إلى مؤشر S&P 500، تلقى اهتماماً كبيراً.

يرى محللون مثل جو بورنيت من سيملر ساينتيفيك أن إدراج الشركة قد يجذب "موجة تسونامي من رأس المال السلبي" الذي يتبع المؤشر. هذا التدفق الهائل من الأموال إلى أسهم مايكروستراتيجي يمكن أن ينعكس بشكل غير مباشر إيجاباً على الطلب على البيتكوين نفسه، مما يساهم في دفع ارتفاع سعر البيتكوين فوق 110 ألف دولار.

رأي المحلل جو بورنيت من سيملر ساينتيفيك
رأي المحلل جو بورنيت من سيملر ساينتيفيك، المصدر: جو بورنيت/X

جدول يلخص المحركات الرئيسية لصعود البيتكوين المحتمل:

المحرك الرئيسي آلية التأثير المتوقعة على البيتكوين أهميته للهدف 110K+
تحول رأس المال انتقال الاستثمارات من السندات إلى أصول خطرة أعلى عائداً مثل البيتكوين تعزيز الطلب المباشر
ضغوط التضخم تعزيز سردية البيتكوين كـ"ذهب رقمي" وملاذ آمن زيادة الطلب كتحوط
إدراج MSTR في S&P 500 جذب تدفقات رأسمالية سلبية ضخمة لأسهم أكبر حامل للبيتكوين طلب غير مباشر ودعم معنويات

إدراج MSTR في S&P 500 جذب تدفقات رأسمالية سلبية ضخمة لأسهم أكبر حامل للبيتكوين طلب غير مباشر ودعم معنويات

الخلاصة

يتواجد البيتكوين عند مفترق طرق، حيث تخلق مجموعة نادرة من العوامل الأساسية والتقنية بيئة مواتية لتحرك سعري كبير.

إن تعزيز شهية المستثمرين للمخاطرة بعد الصعود القياسي للأسهم، إلى جانب عودة مخاوف التضخم التي تعيد إحياء سردية البيتكوين كتحوط، وإمكانية جذب تدفقات رأسمالية غير مسبوقة عبر حدث إعادة توازن S&P 500 المتعلق بمايكروستراتيجي، تشكل معاً رياحاً خلفية قوية.

هذا التقارب في المحفزات يزيد بشكل كبير من احتمالية تحقيق ارتفاع سعر البيتكوين فوق 110 ألف دولار في الفترة القادمة، ليحول فترة الاستقرار الحالية إلى مجرد تمهيد لانطلاقة جديدة.

تعليقات